بلاشاه أحد أولياء الهند أرسله أبوه الي الكتاب فكتب له المعلم (أ)،(ب) وأمره أن يحفظهما فوقف بلاشاه عند الألف لا يحسن تعلمها ،والاطفال الذين دخلوا معه الكتاب أتموا حروف الهجاء الي الياء ،وانتقلوا لما بعدها،ومرت أسابيع علي هذه الحال والموقف لا يتغير،وأخيرا ضاق به المعلم ذرعا،
فذهب الي أبيه وقال:"ان ابنك ناقص العقل ،غير قابل للتعلم ،ولست بمستطيع تعليمه".
فحاول أبوه أن يعالج هذا النقص ،وعرضه علي معلمين اخرين ليتحرك من الألف الي الباء فما أمكن ، فحز في نفس الطفل ،وأحس أنه حمل ثقيل علي والديه ،وأنهما يئسا من نجاحه ففر الي غابة وأقام فيها.
وذهنه مشغول بمظهر الألف ونكبته بها، فأدرك أن الألف تظهر له في الحشيشة النابتة في الغابة، في جذع الشجرة، في كل فرع من فروعها ،في كل
ورقة من أوراقها ،في الجدول الذي يشق الارض، ،في جسمه منتصبا، في الجبل الضخم،في جسم الحيوان ممدودا،في كل شيء فليس الا الألف ،والعالم كله وحدة، هو ألف أو عدة ألفات ،هو متشابه التركيب ،أو هو واحد التركيب.
أليست الألف في أصلها نقطة في أصلها ثم بنيت عليها نقط فكانت الألف ؟فالعالم كله نقط تكونت منها ألفات ، ثم تتعدد الاشكال ،وتختلف الاوضاع والجوهر واحد، وقد يطغي الشكل علي الأصل فلا تلتفت اليه النفس الغبية،ولكن اذا دقق نظره وطهر فكره عرف وحدة الأصل فليست الألف الا نقاط
تخفي صانعها ثم أن العالم مكون من ألفات تخفي صانعها وتدل علي وحدة الصانع ،فلا شيء الا الخالق الواحد وهو الله.
فرح التلميذ بفهم درس الألف وتذكر فضل المعلم عليه لانه حاول تعليمه ولم يكن يفهم ،فنزل من الغابة ،وذهب الي المعلم وقبل يده ،وقال له "لقد تعلمت درس الألف وفهمته،فهل تتفضل وتعلمني الدرس الذي يليه؟" .
ضحك المعلم من سخافته ، وأراد أن يمتحنه فسأله أن يكتب له حرف الألف ، فكتبها ، وشرح للمعلم ما فهم منها، فدهش المعلم وحار عقله مما سمع ، وقال للطفل " يا بني أولي بك أن تكون أنت معلمي ، وقد تعلمت من حرف الألف ما لم أتعلمه أنا من كل دروسي ،وقد استفدت من الألف ما لم يستفيده كل أطفال الكتاب ومعلميهم من الألف ولا من كل الحروف متفرقة أو مجتمعة"
فأخذ بلاشاه يغني (أيها المعلم! جنبني علمك فلست في حاجة الا الي الألف .لقد أثقلت عقلك بعلمك ،وأثقلت بيتك بكتبك ، وضاعت المعرفة الحقة بين كثرة العلم وكثرة الكتب .أي معلمي قد يكون الفرق بين الحق والباطل شعرة وقد يختفي الحق وراء نسيج مهلهل ،فالانسان اذا تفتحت روحه وصدق نظره كفاه حرف واحد".
عن كتاب فيض الخاطر للأستاذ / أحمد أمين .....بتصرف .
فذهب الي أبيه وقال:"ان ابنك ناقص العقل ،غير قابل للتعلم ،ولست بمستطيع تعليمه".
فحاول أبوه أن يعالج هذا النقص ،وعرضه علي معلمين اخرين ليتحرك من الألف الي الباء فما أمكن ، فحز في نفس الطفل ،وأحس أنه حمل ثقيل علي والديه ،وأنهما يئسا من نجاحه ففر الي غابة وأقام فيها.
وذهنه مشغول بمظهر الألف ونكبته بها، فأدرك أن الألف تظهر له في الحشيشة النابتة في الغابة، في جذع الشجرة، في كل فرع من فروعها ،في كل
ورقة من أوراقها ،في الجدول الذي يشق الارض، ،في جسمه منتصبا، في الجبل الضخم،في جسم الحيوان ممدودا،في كل شيء فليس الا الألف ،والعالم كله وحدة، هو ألف أو عدة ألفات ،هو متشابه التركيب ،أو هو واحد التركيب.
أليست الألف في أصلها نقطة في أصلها ثم بنيت عليها نقط فكانت الألف ؟فالعالم كله نقط تكونت منها ألفات ، ثم تتعدد الاشكال ،وتختلف الاوضاع والجوهر واحد، وقد يطغي الشكل علي الأصل فلا تلتفت اليه النفس الغبية،ولكن اذا دقق نظره وطهر فكره عرف وحدة الأصل فليست الألف الا نقاط
تخفي صانعها ثم أن العالم مكون من ألفات تخفي صانعها وتدل علي وحدة الصانع ،فلا شيء الا الخالق الواحد وهو الله.
فرح التلميذ بفهم درس الألف وتذكر فضل المعلم عليه لانه حاول تعليمه ولم يكن يفهم ،فنزل من الغابة ،وذهب الي المعلم وقبل يده ،وقال له "لقد تعلمت درس الألف وفهمته،فهل تتفضل وتعلمني الدرس الذي يليه؟" .
ضحك المعلم من سخافته ، وأراد أن يمتحنه فسأله أن يكتب له حرف الألف ، فكتبها ، وشرح للمعلم ما فهم منها، فدهش المعلم وحار عقله مما سمع ، وقال للطفل " يا بني أولي بك أن تكون أنت معلمي ، وقد تعلمت من حرف الألف ما لم أتعلمه أنا من كل دروسي ،وقد استفدت من الألف ما لم يستفيده كل أطفال الكتاب ومعلميهم من الألف ولا من كل الحروف متفرقة أو مجتمعة"
فأخذ بلاشاه يغني (أيها المعلم! جنبني علمك فلست في حاجة الا الي الألف .لقد أثقلت عقلك بعلمك ،وأثقلت بيتك بكتبك ، وضاعت المعرفة الحقة بين كثرة العلم وكثرة الكتب .أي معلمي قد يكون الفرق بين الحق والباطل شعرة وقد يختفي الحق وراء نسيج مهلهل ،فالانسان اذا تفتحت روحه وصدق نظره كفاه حرف واحد".
عن كتاب فيض الخاطر للأستاذ / أحمد أمين .....بتصرف .